OpenAI والتحدي الاجتماعي: “سورا” (Sora) يدخل ساحة “تيك توك”

في خطوة جريئة تعكس طموحاتها المتزايدة لتجاوز حدود النماذج اللغوية التقليدية، تخطط شركة OpenAI – مبتكرة ChatGPT و Sora – لإطلاق تطبيق تواصل اجتماعي فريد من نوعه. هذا التطبيق ليس مجرد منصة أخرى، بل يمثل نقطة تحول كبرى، حيث سينافس عمالقة الفيديو القصير مثل “تيك توك”، معتمدًا بشكل كامل على المحتوى المُنشأ بواسطة نموذج الذكاء الاصطناعي لتوليد الفيديو Sora 2.


منصة “بلا بشر”: المحتوى المُنشأ بالذكاء الاصطناعي أولاً

جوهر هذا المشروع يكمن في فكرته الأساسية: المحتوى المُنشأ بالذكاء الاصطناعي (AI-Generated Content) هو الملك.

سيحاكي التطبيق واجهة “تيك توك” المألوفة، حيث يتم عرض مقاطع الفيديو القصيرة في شريط عمودي مع إمكانية التمرير بينها (Swipe)، ولكنه يختلف عنها في ميزة حاسمة:

  • المحتوى التوليدي الحصري: لن يتمكن المستخدمون من رفع صور أو مقاطع فيديو من هواتفهم. كل ما يُعرض على المنصة سيكون مُولَّدًا بالكامل بواسطة نموذج Sora 2 بناءً على أوامر نصية بسيطة (Prompts) من المستخدمين.
  • الفيديوهات القصيرة جدًا: ستقتصر مقاطع الفيديو داخل التطبيق على مدة 10 ثوانٍ أو أقل، مما يركز على الإبداع المكثف والمباشر.
  • خوارزمية التوصيات: ستعتمد المنصة على خوارزميات ذكية مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتوصية المستخدمين بمقاطع فيديو تحاكي اهتماماتهم وشخصياتهم بدقة عالية، مما يوفر تجربة ترفيهية متفردة.

المزايا الرئيسية: الهوية الرقمية والانخراط الاجتماعي

لإضافة بُعد تفاعلي حقيقي، يتضمن التطبيق ميزات تركز على دمج المستخدم في عالم الذكاء الاصطناعي:

  1. التحقق من الهوية واستخدام الشبه الشخصي (AI Cameos): سيتيح التطبيق للمستخدمين التحقق من هويتهم الرقمية، مما يمنح نموذج Sora 2 الإذن باستخدام ملامحهم وشبههم الشخصي في مقاطع الفيديو التي يُنشئها. وهذا يعني أن الذكاء الاصطناعي يمكنه وضع وجه المستخدم أو صورته ضمن أي مشهد خيالي يطلبه.
  2. إشعارات الخصوصية: كإجراء وقائي، يتلقى المستخدم إشعارًا فوريًا في كل مرة يتم فيها استخدام شبهه الشخصي في مقطع فيديو مُنشأ، حتى لو كان مجرد مسودة لم تُنشر بعد، مما يهدف إلى تعزيز الشفافية والتحكم في الهوية الرقمية.
  3. الرقابة وحقوق النشر: تعمل OpenAI على آليات لرفض توليد محتوى ينتهك حقوق الطبع والنشر، كما تشير التقارير إلى خطط لتطبيق ضوابط أبوية وإضافة علامات مائية للمقاطع المولدة.

الدوافع والتحديات أمام OpenAI

يُشير توجه OpenAI نحو بناء مجتمع اجتماعي قائم على المحتوى التوليدي إلى عدة أهداف استراتيجية:

  • إبراز قدرات Sora 2: يمثل التطبيق ساحة عرض يومية ومباشرة للقوة الهائلة لنموذج توليد الفيديو الجديد، مما يتيح للشركة اختبار أدائها على نطاق واسع.
  • بناء مجتمع خاص: تسعى OpenAI إلى إنشاء مجتمع تفاعلي يركز على المحتوى التوليدي، بهدف تقليل اعتماد المستخدمين على المنصات المنافسة (تيك توك، ريلز، شورتس).
  • استراتيجية تحقيق الدخل: قد يفتح هذا التحول آفاقًا جديدة للإيرادات عبر الإعلانات، وربما من خلال فرض رسوم على إنتاج مقاطع فيديو إضافية في أوقات الذروة، أو حتى عبر نموذج لتقاسم الإيرادات مع أصحاب الحقوق الذين يسمحون باستخدام شخصياتهم.

إن دخول OpenAI إلى عالم التواصل الاجتماعي يمثل نقطة انعطاف في تاريخ الإنترنت، حيث يصبح الإبداع مُحرَّكًا بالكامل بالذكاء الاصطناعي. السؤال الآن هو: هل سيتمكن “سورا” من تكرار نجاح “ChatGPT” وبناء موطئ قدم قوي في سوق مزدحم بمليارات المستخدمين؟

شاهد أيضاً

“ميتا” تعيد توجيه بوصلة الميتافيرس نحو الذكاء الاصطناعي لتسريع الإنتاجية وتوسيع آفاق التواصل العالمي عبر “ريلز”

تواصل شركة “ميتا” (Meta)، عملاق التكنولوجيا ومالكة منصات فيسبوك وإنستغرام وواتساب، استراتيجيتها الطموحة لدمج الذكاء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *