Techland Blog Techland Blog
انضمت شركة مايكروسوفت رسميًا وبقوة إلى سباق متصفحات الذكاء الاصطناعي، بإطلاقها وضعًا جديدًا يحمل اسم “Copilot Mode” ضمن متصفحها Edge. وتأتي هذه الخطوة في خضم منافسة محتدمة، خاصة بعد إطلاق متصفحات ذكية أخرى مثل “Atlas” من OpenAI، مما يعيد تعريف تجربة التصفح من مجرد البحث التقليدي إلى تفاعل ذكي ومساعد.
🧠 نقلة نوعية: متصفح Edge يتحول إلى مساعد ذكي
وضع Copilot Mode لا يقدم مجرد إضافة مساعدة، بل يحوّل متصفح Edge بالكامل إلى “متصفح ذكي” ورفيق ديناميكي للمستخدم:
- التحول إلى النافذة الرئيسية: يتحول المتصفح بـ Copilot Mode إلى شاشة دردشة تفاعلية في علامة تبويب جديدة، حيث يتم توجيه طلبات المستخدم بذكاء إما للبحث أو للمحادثة مع المساعد أو للتنقل المباشر عبر الويب.
- تحليل السياق: بموافقة المستخدم، يستطيع Copilot تحليل المحتوى في جميع علامات التبويب المفتوحة، مما يتيح له فهم السياق الكامل لتصفح المستخدم. هذه الميزة بالغة الأهمية للمقارنة بين المنتجات أو تلخيص المعلومات من مصادر متعددة.
- تنفيذ المهام (Actions): يوفر الوضع الجديد أدوات تسمح للذكاء الاصطناعي بـ تنفيذ مهام عملية مباشرة داخل المتصفح، مثل حجز فندق، أو ملء استمارات إلكترونية، أو إلغاء الاشتراك من قائمة بريدية، مما يوفر الوقت ويسرّع الإنجاز.
- التنقل الصوتي: يمكن للمستخدم التصفح والتفاعل مع Copilot باستخدام الأوامر الصوتية الطبيعية، مما يتيح تجربة “تصفح بدون استخدام اليدين” والتركيز على المحتوى.
🗺️ ميزات تكميلية لتعزيز التجربة
إلى جانب الوظائف الأساسية لوضع Copilot، قدمت مايكروسوفت ميزات أخرى مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتخصيص وتحسين تجربة التصفح:
- Journeys (الرحلات): هذه الميزة المدعومة بالذكاء الاصطناعي تُنظّم سجل تصفح المستخدم في موضوعات وسياقات متكاملة. تسمح هذه “الرحلات” للمستخدم باسترجاع السياق السابق بسهولة، وتوفير اقتراحات لما يمكن أن يبحث عنه تاليًا، مما يجعله أشبه بذاكرة طويلة الأمد للتصفح.
- Copilot Vision: تتيح هذه الميزة لـ Copilot “رؤية” وتحليل محتوى الشاشة، بما في ذلك الصور والنصوص، وتقديم اقتراحات بناءً على ما هو معروض.
💥 المنافسة المحتدمة ومستقبل التصفح
يُعدّ الإطلاق المتسارع لـ Copilot Mode ردًا مباشرًا على إطلاق متصفح ChatGPT Atlas من شركة OpenAI (التي تُعد شريكًا ومنافسًا لمايكروسوفت في ذات الوقت). وقد وصف مصطفى سليمان، الرئيس التنفيذي لقسم الذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت، المشروع بأنه نقلة في طريقة التفاعل مع الويب.
تُظهر هذه المنافسة أن مستقبل التصفح يتجه نحو بيئة ذكية ومتشابكة، حيث لم يعد المتصفح مجرد أداة لفتح المواقع، بل أصبح مساعدًا شخصيًا يفهم نية المستخدم، ويقدم الدعم في الوقت الفعلي، ويُنجز المهام على الإنترنت. إنه مشهد يعيد رسم شكل الإنترنت الشخصي، ويضع الذكاء الاصطناعي في صميم التفاعل اليومي مع الشبكة العنكبوتية.
